التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأربعاء، لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة، بعد وصوله إلى جدة في مستهل جولة إقليمية تشمل أيضا مصر وإسرائيل.
وكان بلينكن قد بحث في وقت سابق، الأربعاء، مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، الحاجة المُلحّة لحماية المدنيين في غزة، فيما تحاول واشنطن تسريع الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب المستمرة منذ نحو ستة أشهر.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، في بيان، إن بلينكن وبن فرحان "ناقشا الحاجة المُلِحة لحماية جميع المدنيين في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية على الفور للمحتاجين".
وتابع ميلر أن بلينكن "شدد على أهمية استمرار التنسيق الوثيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين بشأن حل النزاع في غزة والتحضير لمرحلة ما بعد النزاع".
وتعد السعودية هي المحطة الأولى في الجولة السادسة لبلينكن في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ومن المقرر أن يزور بلينكن الخميس مصر التي تقود، مع الولايات المتحدة وقطر، جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس لإرساء هدنة في غزة.
وفي جدة والقاهرة، سيناقش بلينكن جهود التوصل "لاتفاق إطلاق نار فوري يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن"، حسب ما أفاد ميلر الثلاثاء.
وسيتناول بلينكن أيضاً مسألة "المسار السياسي للشعب الفلسطيني مع ضمانات أمنية لإسرائيل، وبنية للسلام والأمن الدائمين في المنطقة".
ونقلت وكالة رويترز أن بلينكن سيلتقي عدة وزراء خارجية عرب خلال زيارته لمصر، وأظهرت مذكرة لوزارة الخارجية المصرية أن وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر والأردن ووزيرة التعاون الدولي الإماراتية ومسؤولاً فلسطينياً كبيراً سيجتمعون يوم الخميس مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في القاهرة.
تأتي الزيارة في وقت يتصاعد فيه القلق العالمي بشأن الحرب التي تدخل شهرها السادس، إذ يتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتدمير حركة حماس رداً على هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
فيما تجاوز عدد القتلى في غزة منذ بداية الحرب 31 ألف شخص بحسب وزارة الصحة في غزة.
وتستأنف في قطر هذا الأسبوع المحادثات الرامية لوقف إطلاق النار عقب مفاوضات سابقة صعبة لم تسفر عن اتفاق بين إسرائيل وحماس، فيما تأمل واشنطن أن يسهم في تخفيف الأزمة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة.
وقال بلينكن عشية سفره إلى السعودية إن محادثات "مرحلة ما بعد الحرب في غزة" ستكون العنوان الذي يجمعه بقادة كبار سعوديين ومصريين.
وقال خلال مؤتمر صحفي في مدينة مانيلا التي زارها قبيل جولته للشرق الأوسط إنه سيواصل المحادثات التي من شأنها ترتيب الحكم والأمن وإعادة تطوير غزة بعد الصراع، وأضاف "لقد قمنا بالكثير من العمل منذ يناير، خاصة مع شركائنا العرب، وسنواصل تلك المحادثات، بالإضافة إلى مناقشة الهيكل الصحيح لسلام إقليمي دائم".
وحذرت وكالات الأمم المتحدة من أن سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة على شفا المجاعة، واتهم المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك إسرائيل بأنها ربما تستخدم "التجويع كوسيلة للحرب".
وكان بلينكن حذر في تصريحات سابقة من أن "جميع سكان غزة" يعانون من "مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي الحاد".
وكان بلينكن قد زار إسرائيل في زياراته الخمسة السابقة للمنطقة منذ بداية الحرب.
وشهدت الأيام الأخيرة تصعيداً في القتال في الأجزاء الشمالية من قطاع غزة التي سيطرت عليها القوات الإسرائيلية في وقت مبكر من الحرب، بما في ذلك مستشفى الشفاء، الذي كان في السابق أكبر مستشفى في غزة، وقد أصبح الآن واحدًا من بين القلائل التي تعمل جزئيًا في الشمال.
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، الثلاثاء، التماساً من بايدن يلغي خطط الهجوم البري على مدينة رفح على الطرف الجنوبي من قطاع غزة، التي تؤوي أكثر من نصف سكان القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة.
وقال نتنياهو للمشرعين إنه شرح الموقف "بكل وضوح" لبايدن خلال اتصال هاتفي بينهما، وأضاف "أننا عازمون على استكمال القضاء على هذه الكتائب في رفح، ولا سبيل لذلك إلا بالدخول على الأرض".
وتقول إسرائيل إن رفح هي آخر معقل كبير لمقاتلي حماس. فيما تؤكد واشنطن أن الهجوم البري هناك سيكون بمثابة "خطأ" وسيسبب الكثير من الضرر للمدنيين.